الاثنين، 30 سبتمبر 2013

من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية



قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية).

والسؤال: هل نحن مكلفون بموجب هذا الحديث بمعرفة الإمام ذاتاً، بحيث لو طلب من أحدنا الإشارة إليه وتعيينه وتحديده من بين مجموعة من الناس لاستطاع، أم إنا مكلفون بمعرفة صفته؟ أم أنه يكفينا مجرد معرفة كونه حياً وموجوداً كحجة حتّى لو كان غائباً؟
 
الجواب: يُعد هذا الحديث متواتراً بين جميع الفرق الإسلاميّة، وقد روى الحديث أقطاب المحدّثين، فمن الشيعة: الكليني في الكافي، والصدوق في كمال الدين، والحميري في قرب الاسناد، والصفار في بصائر الدرجات، ومن أهل السنة منهم: البخاري ومسلم في صحيحيهما، وأحمد بن حنبل في مسنده، وأبو داود الطيالسي والطبراني والحاكم والحسكاني وأبو نعيم والبيهقي والنووي والهيثمي وابن كثير.

ولعل البعض يوجه الحديث إلى كل إمام بر أو فاجر، فيشمل بذلك الحاكم الظالم، والسلطان الجائر، والرئيس السفيه وغير ذلك، ولا يعني هذا مقصود الشارع من المعرفة والاتباع، فالعقل لا يحكم بوجوب معرفة الظالم والجائر والسفيه، إذ المعرفة هداية إيصالية توصل عن طريقها إلى الحق، فضلاً عن كونها هداية إرائية تُري الحق والصلاح بهدايتهم إليه، ومن كان هذا شأنه من الظلم والجور فهو غير حقيق بأن يوصل الناس إلى الصلاح لفساده، وفاقدُ الشيء لا يعطيه.

إذن لا يمكن أن يقنعنا الآخرون باعراضهم عن أهل البيت عليهم السلام ليوصلهم الظالم إلى الحق، كما حدث في دعوى إمامة بني أمية وبني العبّاس، ومعلوم أن الذي أباح المدينة ورمى الكعبة بالمنجنيق وقتل سبط رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن أن يكون هادياً مهدياً، ولا يحق لمن مزق القرآن وجعله غرضاً لرمي السهام كالوليد أن يؤم الناس للصلاح، وهكذا الذي قتل الهاشميين بشكل جماعي كالمنصور العبّاسي والذين أحيوا الطرب واللهو في مجالس المجون من العباسيين لا يصدق أن يوصلوا الناس إلى الحق والصلاح، فدعوى وجوب معرفتهم باطلة، إلاّ إذا اتصف الإمام بالصلاح والهدى، وسدد بالعصمة والتقوى، وأطاع الله في كل أحواله فهو حقيقٌ به أن يوصل أتباعه إلى منهج الرشاد ويهديهم إلى السداد.

وما يؤيد أن يكون الإمام الذي تجب معرفته، إمام هدى، ما رواه ابن بابويه بسنده إلى أبي جعفر عليه السلام: (من مات لا يعرف إمامه مات ميتةً جاهلية كفر ونفاق وضلال). (لإمامة والتبصرة من الحيرة لابن بابويه القمي: 219 و220/ مؤسسة آل البيت عليهم السلام).

وعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام بنفس الألفاظ، إلاّ أن بدل لفظ (نفاق) قال: (كفر وشرك وضلال). (نفس المصدر)

ولا يختلف اثنان أن ولاة الجور وسلاطين الظلم، هم أهل ضلال، وذوو نفاق باظهارهم الإيمان واستبطانهم الكفر، وإظهارهم التقوى وكتمانهم الفسوق، كما هو في نفاق معاوية بتظاهره بالتقوى. ومثله مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك، وخلاف ذلك في تهتك أكثر ولاة الجور من الأمويين حيث لم يحتشموا أحداً من العالمين فاستباحوا كل محرم وهتكوا ستر كل ما ينبغي ستره، حتّى أعلنوا الفجور كما في أحوال الوليد بن عبد الملك ويزيد بن الوليد وأمثالهم من أهل العبث والمجون. ولا يفوتك ما رواه السيوطي في تاريخ الخلفاء، وأمثاله عن ملاحم هؤلاء الأمويين ومثلهم بنو العبّاس الذين ارتكبوا كل محظور، وأباحوا كل محذور. وتاريخ آل أبي سفيان وأيام بني مروان ووقائع بني العبّاس شاهدةٌ على ذلك.

من هنا نستخلص أن يكون الإمام إمام هدى متصفاً بالصلاح، مسدداً بالعصمة، منصوصاً عليه من قبل الله تعالى، وهو مذهب الإمامية واتفاقهم بقضّهم وقَضيضهم.

إذن يجب معرفة الإمام لغرض اتباعه، ولا تكفي معرفة صفته دون الاهتداء إلى ذاته، والوقوف عليه بنحو عدم الاشتراك مع غيره، لأن الهداية الايصالية لا تتم بمجهول، ولا تخضع في كمالاتها لمبهم، ما لم يتم تشخيصه ومعرفته ذاتاً، لا صفةً.

وإلى هذا أشار الصادق عليه السلام إلى وجوب التحري عن ذات الإمام والحث على معرفة شخصه دون الاكتفاء بالوقوف على صفته أو بالسماع بأمره فقط.

فقد روى ابن بابويه بسنده عن محمّد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أصلحك الله، بلغنا شكواك فأشفقنا، فلو أعلمتنا من بعدك؟ فقال: (إن عليّاً عليه السلام كان عالماً، والعلمُ يتوارث، ولا يهلكُ عالمٌ إلاّ بقي من بعده من يعلمُ مثل علمه أو ما شاء الله)، قلتُ: أفيسع الناس _ إذا مات العالم _ أن لا يعرفوا الذي بعده؟

فقال: (أما أهل البلدة فلا - يعني المدينة - وأما غيرهم من البلدان فقدر مسيرهم، إن الله يقول: {فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} - (التوبة: 122).

قال: قلتُ: أرأيت من مات في ذلك؟

قال: (بمنزلة من خرج من بيته مهاجراً إلى الله ورسوله ثمّ أدركه الموتُ فقد وقع أجره على الله).

قال: قلتُ: فإذا قدموا بأي شيء يعرفون صاحبهم؟

قال: يُعطى السكينة والوقار والهيبة. (الإمامة والتبصرة من الحيرة لابن بابويه القمي: 219 و220)

فتشخيص الإمام بمعرفته بالسكينة والوقار والهيبة دلالة على وجوب معرفة الإمام ذاتاً.

وعن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: قلتُ: إذا هلك الإمامُ فبلغ قوماً ليس بحضرتهم؟

قال: (يخرجون كلهم أو يكفيهم أن يخرج بعضهم؟ إن الله عز وجل يقول: (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ))، قال: (هؤلاء المقيمون في سعةٍ حتّى يرجع إليهم أصحابهم). (الإمامة والتبصرة من الحيرة لابن بابويه القمي: 219 و220)

فقوله عليه السلام: (في سعةٍ) مشعرٌ على عدم قبول أعمال المكلفين دون معرفة الإمام، والذي في سعةٍ هو في عذر حتى يعرف الإمام، إلاّ أنه مغيى بغاية رجوع الرسول المتفحص عن خبر الإمام، فإذا رجع إليهم وعرفوا أمر الإمام فقد ارتفعت عنهم المعذرية وخوطبوا بالتكليف.

وفي نفس المعنى قال الرواي: إن بلغنا وفاة الإمام، كيف نصنع؟

قال عليه السلام: (عليكم النفير).

قلت: النفير جميعاً؟

قال: (إن الله يقول: {فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} قلت: نفرنا، فمات بعضهم في الطريق؟

قال: فقال: (إن الله يقول: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً}). ( الإمامة والتبصرة من الحيرة لابن بابويه القمي: 226) فوجوب التفحص عن الإمام تعذيريٌ حتّى يقفوا على خبر الإمام عليه السلام ، وإدراك أحدهم الموت وهو في حال التفحص معذور، لأن التفحص بذاته تكليف، وهو مقدمة واجب - على القول بها - يوصل إلى وجوب معرفة الإمام بذاته.

والاقتصار على معرفة الوصف دون معرفة الذات قد يوجب الوقوع في الاشتباه المؤدي إلى الخطأ في تشخيص الإمام، وهو في الشرك سواء.

فعن الإمام جعفر الصادق عن أبيه عليهما السلام قال: (من أشرك مع إمام - إمامتُه من عند الله - من ليس إمامتُه من عند الله، كان مشركاً بالله). (الإمامة والتبصرة من الحيرة لابن بابويه القمي: 231)

ومعنى ذلك أن اتباع غير إمام الحق يوجب عبادة من يعبده من دون الله، وبذلك فسيكون التابع لغير إمام _ جزافاً - عابداً لغير الله تعالى أو مشركاً بعبادته سبحانه - كما يستظهر من الرواية -.

هذا في شأن الإمام الحاضر، أما الإمام في زمن الغيبة فيجب معرفته بذاته وخصوصياته، من حيث كونه موجوداً حياً منتسباً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والذي اسمه (محمّد) بن الحسن العسكري بن عليّ الهادي بن محمّد الجواد بن عليّ الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمّد الباقر بن عليّ السجاد بن الحسين الشهيد بن عليّ بن أبي طالب، بن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها وعليهم من الله التحيات الزاكيات.

هذا ما يقتضي معرفة الإمام المهدي ذاتاً في غيبته.

أما ما يخص الإمام المهدي عليه السلام فمعرفته بعد ظهوره تتم من خلال معرفة علامات ظهوره ليتسنى لنا تشخيصه ذاتاً، وقد ذكرت علامات الظهور في محلها وتكفلت بها مطولات خاصة في هذا الموضوع، إلاّ أن هناك ملاحظات لا بدّ من مراعاتها في هذا الشأن.

1- الملاحظة الأولى: إن محاولة إيجاد مصاديق لشخصيات علامات الظهور غير دقيقة وكذلك التشبث ببعض الحوادث وكونها من علامات الظهور بشكل قطعي غير صحيح، نعم إمكانية إيجاد احتمالات مؤيدة بقرائن وشواهد تؤيد انطباق هذه العلامة على ذلك المصداق ومع هذا عدم القطع بذلك، وخلاصة الملاحظة: هو عدم التسرع في الحكم لئلا يؤثر ذلك على صدقية تعاطينا مع علامات الظهور.

2- الملاحظة الثانية: الحث على معرفة علامات الظهور وذلك يساعد على بناء الشخصية التكاملية، ولتنمية الشعور بالأمل والابتعاد عن حالة الاحباط واليأس جراء ما يعانيه الفرد الشيعي من الظلم والتنكيل.

3- الملاحظة الثالثة: إن التعامل مع أسانيد الروايات إحدى آليات الاستنباط الفقهي أي للوقوف على مدى صحة الرواية من عدمها، أما فيما يخص روايات الظهور فهي أشبه بالحالة الإنسانية التي ترافق الشخص في معرفة المستقبل، واستشراف ما يصبو إليه الإنسان وما تداهمه من أحداثٍ، لذا فهو يحاول أن يبحث عن الحقيقة ويتابع رواية هذه العلامات حرصاً منه على معرفة ما ينتظره من مصير، وهذا شأن أي إنسان بغض النظر عن كونه ثقة أو لا، إذن نحن لا نتحفظ على أسانيد هذه العلامات إذا لم تتعارض مع الكتاب والسنة والعقل.

4- الملاحظة الرابعة: يجب أن نراعي في علامات الظهور بما يخص المدن دواعي الرواة ودوافعهم، فلربما يحاول بعض الرواة التنكيل بمنطقة ما، لدافع سياسي أو عقائدي ليجعل من بعض علامات الظهور مثلبة يطعنُ فيها على أهلها، أو منقصة يستفيد من خلالها بالتنكيل على أتباعها، كما في رواية عبيد الله بن عمرو في مجلس معاوية مخاطباً بها بعض أهل العراق المعروفين بولائهم لعليّ عليه السلام ، بأن الدجال يخرج من بلدكم ومن منطقة بابل بالضبط، في حين أن روايات الدجال تشير إلى أن قوة يهودية متواجدة في اصفهان يستفيد منها الدجال في تنفيذ خططه وتحركاته، فحاول عبد الله بن عمرو أن يطعن بأهل العراق وفي محضر معاوية باحدى علامات الظهور ليسخرها لخطه ويوجه فائدتها لمدرسته.
بقلم – السيد محمد علي الحلو
مستلة من كتاب (محكمات السنن في الرد على شبهات أهل اليمن)

هل تسمية ”الرافضة“ ذم من زيد بن علي؟


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى عترته الطيّبين الطاهرين
والحمد الله الذي أعزَّ الرافضة الأبرار بهذا الإسم المقدس مذ رفضوا الجبت والطاغوت ووالوا محمداً وآل محمد عليهم الصلاة والسلام
وأما بعد،

فقد زعمت الناصبة وأذيالهم من الزيدية المبتدعة في زماننا أنَّ تسمية (الرافضة) جاءت من زيد بن زين العابدين (عليه السلام) ذماً للرافضة الأبرار، فقد قال شيخ الناصبة ابن تيمية (عليه اللعنة والعذاب): وكانت الشيعة أصحاب علي يقدمون عليه أبا بكر وعمر وإنما كان النزاع في تقدمه على عثمان ولم يكن حينئذ يسمى أحد لا إمامياً ولا رافضاً، وإنما سموا رافضة وصاروا رافضة لما خرج زيد بن علي بن الحسين بالكوفة في خلافة هشام فسألته الشيعة عن أبي بكر وعمر فترحم عليهم فرفضه قوم فقال رفضتموني رفضتموني فسموا رافضة وتولاه قوم فسموا زيدية لانتسابهم إليه ومن حينئذ انقسمت الشيعة إلى رافضة إمامية وزيدية. (دقائق التفسير ج2 ص64):
على أن المروي عن طريق أهل البيت (عليه السلام) ما يناقض هذا، فقد نقل العلامة المجلسي (عليه الرحمة) في بحار الأنوار عن رجال الكشّي عن سدير قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا وجماعة معهم، وعند أبي جعفر (عليه السلام) أخوه زيد بن علي (عليه السلام)، فقالوا لأبي جعفر (عليه السلام): نتولى علياً وحسناً وحسيناً ونتبرأ من أعدائهم، قال: نعم، قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم، قال: فالتفت إليهم زيد بن علي وقال لهم: أتتبرؤن من فاطمة؟ بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية. (بحار الأنوار ج69 ص178)

والقول الأول هو قول البكرية، وليس قول الزيدية، فما أدرى الزيدية بصحة هذه المقولة؟! فإنهم الزيدية كانوا أقرب الناس لزيد بن علي، فالأولى أن يدونوا هذا في مصادرهم، فلِمَ لم يذكر محدثوا الزيدية ورواتهم هذه الحادثة المكذوبة على لسان زيد بن علي؟! أليست هذه قرينة على كذب القول الأول؟ 
!
وبضم هذه القرينة إلى الأدلة التأريخية التي تثبت استعمال هذا المصطلح على شيعة علي (عليه السلام) قبل ميلاد زيد أصلاً؛ يتبين حينئذٍ كذب ابن تيمية وأمثاله من الناصبة (عليهم اللعنة والعذاب)، فقد روى ابن أعثم الكوفي في فتوحه رسالة كتبها معاوية بن أبي سفيان إلى عمرو بن العاص (لعنة الله عليهم)، ومما جاء فيها: وأن علي بن أبي طالب قد اجتمع إليه رافضة أهل الحجاز وأهل اليمن والبصرة والكوفة. (الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي ج2 ص 510)

الأحد، 29 سبتمبر 2013

الكواكب المضيئة في الرد على الزيدية



مما كتبه علماء الشيعة رضوان الله عليهم في رد الزيدية، كتاب بعنوان (الكواكب المضيئة للشيعة المرضية في قيام الحجج الإمامية على فرق الزيدية)، ومؤلفه يدعى الشيخ محمد جواد الشيرازي، وهو وإن كان مجهول الحال ولم يصلنا من أحواله شيء إلا ذكر كتابه هذا، فإن كتابه يثبت جلالة قدره وينم عن علم بالمسائل الكلامية وكيفية الاحتجاج على الخصم.

ومن كتابه يمكن معرفة شيء من أحواله فهو من أهل شيراز، وكان حياً سنة 1257 هـ إذ فرغ من كتابه هذا في السادس عشر من شهر شوال 1257 هـ.

الكتاب للأسف مخطوط وليس مطبوع، وتوجد منه نسختان خطيتان في مكتبة برلين الوطنية بألمانيا، وواحدة منها متاحة للجميع على موقع المكتبة. وليس لي علم بأي نسخ خطية أخرى لهذا الكتاب غير أن من المحتمل وجودها في بعض مكتبات العراق أو إيران.

وقد ذكره الشيخ آغا بزرگ الطهراني (رضوان الله عليه) في الذريعة برقم 1293 بهذا العنوان "الكواكب المضيئة للشيعة المرضية في قيام الحجة على فرق الزيدية":

http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=3775

)1293: الكواكب المضيئة للشيعة المرضية في قيام الحجج الامامية على فرق الزيدية) للشيخ المولى محمد جواد الشيرازي، كتبه في رد الزيدية بأمر أستاذه المولى محمد كاظم، وفرغ منه في 16 شوال 1257 ورتبه على مقدمة في أن الإمامة كالنبوة وظيفة الهية باختيار الشارع، ومطالب: أولها في النصوص على الاثني عشر وثانيها في وجه عدم خروجهم جميعا إلى الجهاد، وثالثها في اختلاف الفرق الزيدية أصولا وفروعا، ورابعها في مناقضاتهم وبعض تضييقاتهم، وخاتمة في اثبات الإمامة على خلاف العامة. أوله: [الحمد لله الواحد الأحد الصمد الحق القادر الحكيم...] رأيته عند السيد محمد علي السبزواري بالكاظمية.

فيظهر أن الشيخ آغا بزرگ الطهراني (عليه الرحمة) كان مطلعاً على هذا الكتاب، ورأى نسخة منه، فلا يستبعد وجود نسخ أخرى في المكتبات الشيعية، والله أعلم. وأملنا أن يضطلع أحد من المحققين بمهمة تحقيق هذا الكتاب وإخراجه إلى النور.

وهنا نضع رابط مخطوطة الكتاب من موقع مكتبة برلين حيث أنه متاح للجميع (إضغط هنا). وهناك نسخة أخرى في نفس المكتبة غير متاحة على الموقع، ولكننا نملك نسخة مصورة منها بصيغة PDF، وبين النسختين اختلافات طفيفة، وهذه صورة الصفحة الأولى من المخطوطة:


http://www.alshiaclubs.net/upload/do.php?img=3938

الجمعة، 27 سبتمبر 2013

افتتاحية



بسم الله الرحمن الرحيم ثم الصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم ومخالفيهم ومنكري فضائلهم ومناقبهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.

اللهم صل على محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة القائم الموعود.

وأما بعد،

لما كثر من الناصبة وأذنابهم من الزيدية المبتدعة النباح والعواء، وتدينوا بالانتقاص من أسيادهم وسبهم وشتمهم بأقذع الألفاظ وأبشعها، وجدت عليَّ واجباً شرعياً أن أتصدى لما يدلسونه ويلبسونه من زخرف الأقاويل حسب قدرتي، فمن هنا جاء إنشاء هذه المدونة المتواضعة، وستضم بالإضافة إلى الردود على الزيدية؛ مواضيع تبرز التراث الشيعي في الرد على الزيدية، ونسأل من الله التوفيق.