الاثنين، 30 سبتمبر 2013

هل تسمية ”الرافضة“ ذم من زيد بن علي؟


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى عترته الطيّبين الطاهرين
والحمد الله الذي أعزَّ الرافضة الأبرار بهذا الإسم المقدس مذ رفضوا الجبت والطاغوت ووالوا محمداً وآل محمد عليهم الصلاة والسلام
وأما بعد،

فقد زعمت الناصبة وأذيالهم من الزيدية المبتدعة في زماننا أنَّ تسمية (الرافضة) جاءت من زيد بن زين العابدين (عليه السلام) ذماً للرافضة الأبرار، فقد قال شيخ الناصبة ابن تيمية (عليه اللعنة والعذاب): وكانت الشيعة أصحاب علي يقدمون عليه أبا بكر وعمر وإنما كان النزاع في تقدمه على عثمان ولم يكن حينئذ يسمى أحد لا إمامياً ولا رافضاً، وإنما سموا رافضة وصاروا رافضة لما خرج زيد بن علي بن الحسين بالكوفة في خلافة هشام فسألته الشيعة عن أبي بكر وعمر فترحم عليهم فرفضه قوم فقال رفضتموني رفضتموني فسموا رافضة وتولاه قوم فسموا زيدية لانتسابهم إليه ومن حينئذ انقسمت الشيعة إلى رافضة إمامية وزيدية. (دقائق التفسير ج2 ص64):
على أن المروي عن طريق أهل البيت (عليه السلام) ما يناقض هذا، فقد نقل العلامة المجلسي (عليه الرحمة) في بحار الأنوار عن رجال الكشّي عن سدير قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ومعي سلمة بن كهيل وأبو المقدام ثابت الحداد وسالم بن أبي حفصة وكثير النوا وجماعة معهم، وعند أبي جعفر (عليه السلام) أخوه زيد بن علي (عليه السلام)، فقالوا لأبي جعفر (عليه السلام): نتولى علياً وحسناً وحسيناً ونتبرأ من أعدائهم، قال: نعم، قالوا: نتولى أبا بكر وعمر ونتبرأ من أعدائهم، قال: فالتفت إليهم زيد بن علي وقال لهم: أتتبرؤن من فاطمة؟ بترتم أمرنا بتركم الله، فيومئذ سموا البترية. (بحار الأنوار ج69 ص178)

والقول الأول هو قول البكرية، وليس قول الزيدية، فما أدرى الزيدية بصحة هذه المقولة؟! فإنهم الزيدية كانوا أقرب الناس لزيد بن علي، فالأولى أن يدونوا هذا في مصادرهم، فلِمَ لم يذكر محدثوا الزيدية ورواتهم هذه الحادثة المكذوبة على لسان زيد بن علي؟! أليست هذه قرينة على كذب القول الأول؟ 
!
وبضم هذه القرينة إلى الأدلة التأريخية التي تثبت استعمال هذا المصطلح على شيعة علي (عليه السلام) قبل ميلاد زيد أصلاً؛ يتبين حينئذٍ كذب ابن تيمية وأمثاله من الناصبة (عليهم اللعنة والعذاب)، فقد روى ابن أعثم الكوفي في فتوحه رسالة كتبها معاوية بن أبي سفيان إلى عمرو بن العاص (لعنة الله عليهم)، ومما جاء فيها: وأن علي بن أبي طالب قد اجتمع إليه رافضة أهل الحجاز وأهل اليمن والبصرة والكوفة. (الفتوح لأحمد بن أعثم الكوفي ج2 ص 510)

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم ورحمة الله :
    مصطلح الرافضة أطلقه الإمام زيد بن علي عليهم السلام على أولئك الذين امتنعوا عن الجهاد معه ضد الطاغية هشام بن عبدالملك , والرواية التي ذكرتها هنا هي تخص أهل السنة فقط , والزيدية لا يأخذون بها البتة !
    أما الرواية الصحيحة المذكورة في الكتب الزيدية والموثقة بالسند الصحيح المتواتر إمام عن إمام فهي كالتالي :
    وسبب الخلاف أن الإمام الأعظم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - سلام الله عليهم - لما ظهر ودعا الناس إلى البيعة بايعته الشيعة وكثير من غيرهم وقعد عنه قومٌ وقالوا له: لست أنت الإمام.
    قال: فمن هو؟
    قالوا: ابن أخيكَ جعفر.
    قال: إن قال جعفر: إنه الإمام فقد صدق، واكتبوا إليه واسألوه. قالوا: الطريق مقطوع ولا نجد رسولاً إلا بأربعين ديناراً!!
    قال: هذه أربعون ديناراً فاكتبوا وأرسلوا إليه... فلما كان من الغد قالوا: إنه يُداريك. قال: ويلكم إمام يُداري من غير بأس أو يكتم حقاً أو يخشى في الله أحداً. اختاروا مني أن تقاتلوا معي، وأن تبايعوني على ما بُويع عليه علي والحسن والحسين - عليهم السلام - أو تعينوني بسلاحكم أو تكفوا عني ألسنتكم. قالوا: لا نفعل.
    قال: الله أكبر!! أنتم والله الروافض الذين ذكر جدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: ((سيكون من بعدي قوم يرفضون الجهاد مع الأخيار من أهل بيتي ويقولون ليس عليهم أمر بمعروف ولا نهي عن منكر، يقلّدون دينهم ويتبعون أهوائهم...)) روى هذا الهادي عليه السلام
    ومن المغالطة نسبة القول إلى غير أهله , وهنا لم تأتي بدليل على أن الزيدية قالوا برواية أهل السنة المذكورة هنا , والفرق بين الروايتين واضح وجلي , فأهل السنة أدخلوا فيها أبا بكر وعمر , ليثبتوا أن أهل البيت يمتدحونهم ويثنون عليهم , وهذه مغالطة واضحة .

    وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين

    ردحذف